ميريام فارس: رقصي يلهب مشاعر الخليجين

"لم أقصد الإثارة عندما رقصت رقصا خليجيا في كليبي الأخير، بل إن أكثر الأصداء إيجابية إنما تأتيني من أبناء الخليج أنفسهم، وهم أدرى الناس بالرقص الخليجي، باعتبار أنه يركز على تعبير الجسد".

هكذا أكدت المطربة اللبنانية الشابة ميريام فارس، في حوارها الخاص مضيفة أن "مكانه وين" هو عنوان أول أغنية خليجية تغنيها، وأنه أيضا أول كليب تصوره مع المخرج يحيى سعادة، برغم كل الحملات التي شنّت ضدّه من جانب الصحافة التي اتهمته بالشذوذ في أفكاره من خلال التركيز على مشاهد العنف والدماء في كليباته السابقة.

لكن مريام ترد على ذلك بالقول "إنها عرفت كيف توظف غرابة أفكاره في إطار يلائمها، ويقيها شرّ الانتقاد"، مشيرة إلى أن مفاوضاتها مع "روتانا" وصلت إلى حائط مسدود، بسبب إصرارها على البعد عن الاحتكار، مفضلة التعاقد مع ميلودي برغم كل المغريات التي قدمتها روتانا.

في البداية تحدثت ميريام عن أحدث كليباتها لأول أغنية تقدمها باللهجة الخليجية، وأول تعاون لها مع المخرج يحيى سعادة، فتقول "هذه هي أول أغنية خليجية أقدمها، وهي من كلمات الشيخ سعود الشربتلي، وألحان عبد الله القعود، وتوزيع طارق عاكف".

وتضيف "بصراحة بعد أن شاركت للمرة الأولى في مهرجان "هلا فبراير" في الكويت، وقدمت أغنية خاصة بالكويت باللهجة الخليجية، طالبني كثيرون بتقديم أغنية خليجية خاصة بي، علما بأن الفكرة كانت موجودة أساسا في بالي، وخاصة بعد أن لمست ردة فعل الجمهور الخليجي إزاء ما غنيت في "هلا فبراير"، لذا سعيت إلى تنفيذ الفكرة بإصرار أكبر من السابق فكانت الأغنية ورغبت بتصويرها في فيديو كليب".

أما عن اختيار المخرج يحيى سعادة، فتتابع "أعرفه من قبل، وسبق أن تعاون معي في كليبات سابقة، ومنها "ناديني" ولكن ليس كمخرج بل كمدير فني، ولقد وجدت أفكاره مميزة في كل شيء سواء في الإطلالات التي نفذها معي أم في الملابس أم في غيرها من التفاصيل التي قدمناها في "ناديني".

أما عن الكليب الجديد لأغنية "مكانه وين"، وهي خليجية بحتة، فقد وجدت أنها بحاجة إلى مخرج مثل يحيى سعادة قادر على إظهارها بشكل خليجي و"مودرن" في الوقت عينه، بحيث يتلاءم مع موضوع الأغنية خصوصا وأن شكلها بعيد كليا عن الملامح الخليجية، ولا يمت إليها بصلة.

وطبعا يحيى يعرف أسلوبي، ويدرك ماذا أحب، كما اجتمعنا أكثر من مرة إلى أن توصلنا إلى الفكرة التي يشاهدها الناس حاليا في الكليب، والتي تتضمن الكثير من التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية في الخليج، سواء لجهة الحنة -لكن بأسلوب عصري- الجمل، الصحراء، العباءة -أيضا مودرن- إضافة طبعا إلى الرقص الخليجي. وبرغم أن كثيرين اعتقدوا أن مشاهد الصحراء تم تصويرها فعليا في الصحراء إلا أنها التقطت في استديو.

فيلم رعب هوليوودي

حول تعرض سعادة لهجمة إعلامية شرسة اتهمت كليباته بالتركيز على العنف ومشاهد الدماء والرموز الدينية المقدسة، كأننا في فيلم رعب هوليوودي، قالت "يحيى يعرف كيف أفكر، وما الصورة التي أحرص على تقديمها إلى الجمهور، وكيف يحب أن يراني هذا الجمهور. ولقد اجتمعنا أكثر من مرة وركزت في أحاديثي معه دائما على أنني لا أريد مشاهد تصدم الناس بطريقة سلبية، وذلك مع إصراري طبعا على تقديم ما هو جديد ومنوّع، وبالفعل احترم وجهة نظري، وانطلق من هذا الأساس. فكل فكرة كانت تخطر بباله كنا نناقشها، ونضيف إليها، لهذا لم يفاجئني بأي شيء خلال التصوير لأن كل الخطوات كانت مدروسة. صحيح أن لدى يحيى سعادة أفكارا غريبة، لكنه فعلا صاحب أفكار مميزة.

وبالنسبة لتفضيل بعض المخرجين أن يسلّم الفنان نفسه لهم، بمعنى أن يثقوا به وبعمله، تضحك، وتقول "أنا شخصيا لا أتفوّه بكلمة خلال التصوير، لكن قبل التصوير أناقش أدق التفاصيل، لأنه مهما كانت الثقة متبادلة، ومهما كان المخرج على معرفة واطلاع بالفنان وبطبعه، تبقى هناك خصوصية لا يدركها سوى المرء ذاته، وصورة لا يمكن أن نتخطاها، وإن كان المخرج لا يعرفها فمن واجبنا أن نعرّفه عليها، وذلك كي لا نقع في مخاطرة ما ونفشل وتكون ردة الفعل سلبية. تبادل الأفكار مهم جدا بغض النظر عما إذا كان الفنان واثقا في المخرج أم لا، لكن هذا لا ينفي ضرورة النقاش. ...

مرسي
يسلمووووو