التدليك يشعرنا براحة كبيرة من نواحي نفسية وجسدية، فكيف يمكن أن يشعر الطفل الصغير اذا قمنا بتدليكه، فالتدليك هو التعبير عن الحب بواسطة اللمس، فامنحي طفلك هذا الحب، حول موضوع التدليك للأطفال كان لنا هذا اللقاء مع المعالجة الطبيعية ومرشدة تدليك الأطفال "ريم مرجية – جهشان"
عائلتي: من أي جيل يبدأ التدليك؟
ريم: يمكن البدء بالتدليك من أول يوم يولد فيه الرضيع لأنه في الفترة التي تلي الولادة يحتاج الرضيع إلى وقت للتأقلم في الحياة الجديدة، لذلك التدليك مع صوت الأم الذي اعتاد عليه في المرحلة الجنينية ممكن أن يساعد على تأقلم الرضيع بسرعة، ويشعره بالأمان والمحبة، لكن يجب أن ننتبه لقابلية الطفل للتدليك فكما هو الحال دائماً يحتاج الرضيع إلى وقت حتى يعتاد عليه لذلك يجب البدء بالتدليك بوتيرة يستطيع الرضيع قبولها، وإذا بدء الرضيع بالبكاء يجب التوقف عن التدليك لان بكاء الطفل في هذه الحالة يدل على انه اخذ حاجته من التدليك.
مع نمو الطفل يمكننا الاستمرار في التدليك مع مراعاة نموهم ويمكن أن نقوم بتدليك الطفل في الوقت الذي نروي فيه القصة لهم أو عن طريق الأغاني والموسيقى.
عائلتي: ماهي المناطق التي يمكن تدليكها؟
ريم: الرجلين، البطن، الظهر، اليدين، الوجه، فحركات التدليك مأخوذة من ثلاث طرق مساجات وهي:
المساج السويدي: وهو يساعد على تنشيط الدورة الدموية.
التدليك الهندي: وهو يساعد على راحة الطفل النفسية.
اليوغا: وهي حركات هادئة وناعمة تحث الطفل على الحركة وتساعده على معرفة حدود جسمه.
عائلتي: في أي الحالات لا يمكننا أن نقوم بالتدليك؟
ريم: هناك عدة حالات يجب أن نتوقف فيها عن التدليك منها:
* طفل يبكي، وبكاء الطفل هو الوسيلة لإيصال رسالة ما للأهل ولذلك يجب علينا التوقف عن التدليك إلى أن يرغب الطفل في ذلك.
* ولد نائم، النوم أمر مهم جداً لنمو الطفل ولا يجب علينا إيقاظه حتى يستيقظ لوحده.
* لا نقوم بالتدليك في حالة وجود مرض معدي أو مرض ناتج عن بكتيريا.
* لا نقوم بتدليك المناطق المصابة بحروق، أو المناطق المنتفخة والمكسورة.
عائلتي: ماهي فوائد التدليك؟
ريم: إن أول حاسة تتطور في الدم هي حاسة اللمس ومن هنا تأتي أهمية التدليك، فهي الحاسة الوحيدة التي لا يستطيع الإنسان العيش بدونها، وهذا مثبت من خلال أبحاث وأشهرها البحث الذي قام به قيصر ألمانيا "فريدريك الثاني" على مئات الأطفال الذين ولدوا في ملاجئ للأيتام، حيث أراد أن يرى إذا كانت اللغة والسلوك هو أمر وراثي أم مكتسب، وبهذا طلب من المربيات أن يلبوا فقط الحاجات الأساسية وبعد سنة لاحظ أن نسبة الأطفال الذين توفوا كبيرة جداً ،ماتوا بسبب حاجتهم للحنان والتعلق.
كما أن هناك أبحاث تؤكد تأثير التدليك النفسي على الأطفال حيث أن الأطفال الذين يتلقون التدليك واللمس بشكل كبير هم الأشخاص الأقل عرضة للضغوطات، وتعاملوا مع الصعوبات بطريقة هادئة.
فمن فوائد التدليك أيضا:
تعميق العلاقة بين الأهل والطفل.
إمكانية اندماج الأب أيضا في عملية التدليك لتوثيق العلاقة بينه وبين طفله (خاصة وان الرضيع يقضي وقت اكبر في هذه المرحلة مع الأم).
تعزيز ثقة الأهل الجدد بأنفسهم.
ومن الفوائد الجسدية للتدليك:
الجهاز الهضمي: التدليك يحث على إفراز هرمونات تحث على استهلاك الطعام بشكل أفضل، ومن هنا تأثير التدليك على زيادة الوزن، كما أن التدليك يساعد على تخفيف الإمساك.
الجهاز التنفسي: يحث الطفل على التنفس العميق، وإدخال كمية اكبر من الهواء إلى الرئتين. كذلك يساعد في حالات الرشح عندما يعاني الطفل من البلغم، فبإمكان التدليك المساعدة في إخراج البلغم.
الدورة الدموية: يساعد في حث الدورة الدموية التي من شأنها المساعدة في نمو وتطوير العضلات.
الجهاز العصبي: التدليك يساعد على إنتاج المادة التي تغطي الأعصاب في الجسم، فعند الخدج يكون هناك نقص في هذه المادة.