مشكلة الرجل العربي عموما أنه لا يدرك معنى الرجولة ولا صفاتها ولا مقوماتها ، كون الرجولة ليست خبثا ولا لئما .. ولا صراخا .. ولا عويلا .. ولا تسلط ولا تحكم .. ولا تجبر ولا ظلما .. ولا احتقار للمرأة .. ولرأيها أو لمكانة قدرها ..
الرجولة ليس أن تعيش فحولة كاذبة مغلوطة صنعها خيالك لا منطق لها .. ترفض حضارة العلوم .. وثقافة العصر .. ومدنية العقول ، وأبجديات القيم .. حتى غدا عنوان كل تخلف ... معاق في التفكير .. وفي إنتاجية المعقول ...لا تدرك التفاهم مع عقول البشر ، ولا الوعي بإنجازات العصر . ولا حتى يجاري أدراك الدواب وألبهم ..
فمن الرجل العربي لا تخشى شيئا .. سوى جرائم الإرهاب .. ووأد كل فضيلة أو قيم آداب .. والتجبر على الأطفال لأي سبب من الأسباب ... وسحق المرأة بكل عنجهية بطش وضرب وظلم وارتياب .
الرجل العربي جعجعة أصوات .. وعويل في كل دروب وأعتاب .. القبيلة ديدنه والمذهبية والعنصرية له رايات .. تطرف ضد الآخر والحرص على قتل الآخر وإلغاء الآخر .. فكرا أو وجودا ... أو حياة مهما كان لتعليمه فيض شهادات.
الرجل العربي ضحية قضاء مذل .. وواقع ممل .. وبيئة مجتمع مختل ... ولد مظلوما من والدين ما اختارهما ... وتربى وعاش على القسوة والقتل والأنا وصراعات الدم .. وأن يكون عبدا لقوى العهر الدينية والحكومية .. التي تتجاوز حدود الزمان والمكان . فافتقر إلى العقل وفعالية التفكر فيه ، والفكر الصحيح والتعامل فيه .. والحس الإنساني.
وحتى التاريخ ظلم الرجل لدينا عندما اختزل قوته في السيف وفرض وبسط سلطته بقوة الدم ... وحصر رجولة في إبداع ممارسات الجنس .. وفنون الكيد واللعب بالثلاث ورقات إلا من رحم .
تربى الفرد لدينا على أنه ذكر لا رجل ... ومن هنا سحقت فضائل الرجال وكراماتهم .. ذكر يحق له فعل ما يحلو له ، حتى وإن كان ما يفعله ضد القيم والمبادئ والأخلاق ... والعيب والحرام والممنوع . بعكس المرأة رغم أنها شقيقته ، والند الإنساني المفترض له .. لذلك فأن ما يعيشه آدم لدينا الآن ليس رجولة ... لكن أوهام فحولة كاذبة من صنع خياله والضحية هو نفسه ... والدليل فشله الكامل في إقامة وجوده الحي بكرامة على أرض الواقع أو إقامة دولته الإنسانية السوية على الأرض. وفشل المرأة التي ما زالت باعتبارها جوهر الإنسانية .. لا تستطيع مجاراة انعدام سويته وقد تجرد من إنسانيته ..
في عصرنا مات الرجال .. وأصبحت لدينا دمى .. فكيف سيكون الحال ؟؟؟
(إلا من رحم ربي .. لأن الخيرين في عصرنا قله)
مات الرجال .. فكيف ستتحقق مقولة لكل عصر دولة ورجال ... ودولنا سجون .. وبيوتنا كهوف .. فهل من صحوة ؟؟؟
فلا الثقافة المقلوبة ... والمبعثرة والضائعة ... التي أعطت صفة الرجل لكل ذكر في مجتمعاتنا ... والكثير منهم اليوم لا يستحقها ... لأن ليس كل الذكور رجال .
منقول