ان انطمار اضراس العقل بصورة كلية او جزئية، هي حالة مزعجة وشائعة جدا وبنسبة لا تقل عن 54% بين الشباب والشابات في العمر ما بين 17 الى 27 وهي الاضراس الثالثة في الفم، ويفترض بها ان تظهر في الفكين العلوي والسفلي، بما مجموعه اربعة اضراس، لكن هذه الاضراس غالبا ما تنطمر او تنحشر في زاوية الفك العلوي او السفلي، مسببة العديد من الاعراض المزعجة، والمضاعفات الخطيرة.
الاسباب
تعود الى صغر حجم الفكين، اذ لا يتوفر المكان الكافي لظهور ضرس العقل الى الفم، وغالبا ما تكون الاسباب وراثية، اضافة الى ان الطعام الرخو والمعجنات الفقيرة بالالياف لا تساعد على نمو الفكين الى حجم مناسب، مما يؤدي الى ظهور حالات الانطمار الكلي او الجزئي.
الاعراض
تعتمد في شدتها على حالة الانطمار: فقد تكون بسيطة تظهر بشكل الم مزمن، او انها قد تكون حادة مصحوبة بتورم الغدد اللمفاوية وبارتفاع الحرارة، وصعوبة فتح الفم يترافق بصعوبة المضغ والبلع، وفي داخل الفم قد يكون هناك تورم في اللثة، او تشكل كيس التهابي مجاور للضرس المنطمر، كما انه من الممكن حصول تلف وتسوس والم في الضرس المجاور لضرس العقل. كذلك فان الضغط الناشئ عن اضراس العقل المنطمرة غالبا ما يؤدي الى ازدحام وتراكب الاسنان الامامية وبروزها، وبالتالي تشوهها بشكل واضح.
التشخيص
يكون عادة بالفحص السريري بظهور الاعراض السابقة داخل الفم او خارجه. غير ان اهم وسائل التشخيص هو التصوير الشعاعي: حيث تكشف الصورة الشعاعية عن زاوية الانطمار، وسماكة عظم الفك المحيط بالضرس المنطمر، وتبين شكل الجذور وعددها.. كما انها تكشف عن امكانية وجود كيس التهابي مجاور للضرس المنطمر، او تلف الضرس المجاور او اية آفات باثولوجية اخرى.
المعالجة
تعتمد على حالة الانطمار، وطبيعة الاعراض المرافقة له: فعندما يكون الانطمار جزئيا فيكفي عادة اعطاء الادوية المسكنة الخافضة للحرارة، والمضادة للالتهاب.. ثم ازالة الضرس المنطمر بالقلع العادي. اما في حالة الانطمار العظمي والمضاعفات المرافقة له، فلا بد عندها من اجراء عملية القلع الجراحي لازالة الضرس المنطمر، واية آفة مرافقة له، باستعمال التخدير الموضعي في العيادة وفي بعض الاحيان ربما نحتاج الى استعمال التخدير العام في المستشفى.
والخلاصة..
ان استشارة اخصائي جراحة الفم والاسنان ذي الخبرة العالية ضرورية في كافة الاحوال، خاصة بعد عمر السابعة عشرة لتحديد طبيعة انطمار ضرس العقل بالتشخيص السريري والشعاعي ومن ثم وصف العلاج المناسب، واجراء جراحة الفم والاسنان اللازمة، بعد التأكد من الحالة الصحية والجسمية العامة للمريض.