الرحم
قال صلى الله عليه وسلم (الرحم شجنة من الله) - رواه البخاري
شجة : أي فروع الشجر المتشابكة
وهذا ما أثبته علم التشريح من أن الرحم موضوع فى وسط حوض المرأة حتى يكون محمياً ومصوناً من كل أذى .. وهو عضو عضلى أجوف ذو جدار ثخين ومتين .. كمثرى الشكل يبلغ طوله 3 بوصات، وعرضه بوصتين، وسمكه بوصة واحدة فى الأنثى البالغة، فإذا حملت المرأة فإن الرحم ينمو ويكبر حتى يملأ البطن من القص إلى العانة
وحجم تجويف الرحم فى الأثنى البالغة لا يزيد عن ملليلترين .. أما فى نهاية الحمل فإن حجم الرحم يتسع لسبعة آلا ملليلتر .. أى أن حجمه يتضاعف أكثر من ثلاثة آلاف مرة
ووزن الرحم يبلغ خمسين جراماً يزيد أثناء الحمل ليبلغ وزنه ألف جرام أو يزيد، أما محتوياته فتزيد خمسة آلاف جرام
والرحم يتكون من طبقات .. أولها من الخارج وهو طبقة البريتون التى تغطى جسم الرحم .. وثانيها الطبقة العضلية، والتى تحمى غشاء الرحم الذى تنغرز فيه البويضة الملقحة لتصبح جنيناً .. وثالثها: هى الطبقة المخاطية وهى الغشاء المبطن للرحم
وللرحم قناتان على كل جانب واحدة .. وتنتهى قناة الرحم بانتفاخ يعرف باسم البوق الذى يحيط بالمبيض بمجموعة من الأهداب
من هذا يظهر لنا الرحم كفروع شجر متشابكة، وهو ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: (الرحم شجنة من الله) مما يعد وصفه إعجازاً علمياً، لاسيما قبل أن نعرف علماً يسمى بعلم التشريح الذى يصف أجزاء الجسم البشرى بالدقة والبيان الواضح
--------------------------------------------------------------------------------
نظام التيامن فى الجسم البشرى
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يجب التيامن فى كل شئ)
ثبت علمياً أن كل حركة فى جسم الإنسان تدور حسب نظام دقيق، بحيث تبدأ الحركات من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى، ثم تتلاشى وتنتهى .. من ذلك
حركة الدم التى تبدأ أول نقطة فيها داخل جهاز الدورة الدموية من القلب، عندما تتقلص العضلات القلبية، لتضخ الكتلة الدموية، فيبدأ سير الدم النقى من تجاويف البطين إلى الشريان الأبهر الذى يتجه بشكل مقوس من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى، بحيث يجعل جريان الدم سائراً بهذا الاتجاه، مبتدئاً من اليمين ومنتهياً فى اليسار، بعد أن تتشعب الأوعية الدموية من الدقيق إلى الأدق، حتى تتلاشى حركة الدم، وتصبح غير منظورة لا تبصرها العين إلا بمساعدة العدسات المجهرية المكبرة، حيث تشاهد حركة الكريات الدموية وهى تؤدى وظائفها فى تغذية وإرواء الأنسجة بمساعدة السوائل الدموية
•
حركة الأمعاء تبدأ من باب المعدة الاثنى عشر بحيث يكون اتجاه الحركة للمواد الغذائية من الجهة اليمنى، ثم تنعطف الحركة باتجاه اليسار .. وإلى أنحاء منطقة الامتصاص الشعرية فى الأمعاء الدقيقة
•
وحركة القولون فى منطقة الأمعاء الغليظة، تبدأ من نقطة الجهة اليمنى باتجاه الناحية اليسرى إذ تتقلص لدفع المواد المتبقية من عملية الامتصاص إلى الجهة اليسرى المقابلة بعد أن تجمعت فى الخزان الأعور الكبير، فتتحرك المواد من الجهة اليمنى إلى اليسار .. وإلى القولون المستعرض المتوازى وهكذا
•
وحركة التنبيهات العصبية العجيبة الصنع فى المراكز العصبية، والأسلاك الحسية والحركية المتصلة بها، تبدأ دورتها من الجهة اليمنى، وتنتهى فى الطرف الأيسر عند أداء وظائفها الطبيعية الفسيولوجية
•
وهكذا أظهر الحديث الشريف تلك الظاهرة العلمية فى الكيان البشرى، مما جعلها انطلاقة علمية لم تكتشف إلا بعد بضعة قرون من قول الرسول صلى الله عليه وسلم
حكمة النوم على الجانب الأيمن
قـــال صلى الله عليه و سلم (إذا أتيت مضجعــك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن) - متفق عليه
وعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: (كان رسـول صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن) - رواه البخاري
ثبت علمياً أن النوم على الجانب الأيمن يمنع ضغط الكبد على المعدة ويساعد على تفريغ محتوياتها، كما يسهل عمل القلب؛ إذ يمنع ضغط المعدة والحجاب الحاجز عليه
أما النوم على الجانب الأيسر .. فإنه يزيد العبء على القلب نتيجة لوضع المعدة والكبد على القلب فى هذا الاضطجاع، وكذلك على الرئة اليمنى .. أما النوم على الصدر فله ضرره؛ إذ أن النائم لابد أن يلوى عنقه إلى أحد الجانبين حتى يتنفس
أما النوم على الظهر .. فإنه يجعل لأحشاء ترفع الحجاب الحاجز، وهذا بدوره يضغط على القفص الصدرى، فيحس النائم بالضيق، ولربما قام من نومه متضايقاً - دراسة لظاهرة النوم : د. عبد المنعم عبد القادر الميلادي
مجلة منار الإسلام عدد سبتمبر سنة 1982 بتصرف
من ذلك تظهر الحكمة العلمية فى الحديث الشريف، والتى قررها العلم الحديث فى بحوثه وتجاربه العلمية أخيراً
مفاصل جسم الإنسان
روى الإمام أحمد في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
"إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجراً من طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس و أمر بالمعروف و نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة سلامي فإنه يمشي يومئذ و قد زحزح عن النار" (صحيح مسلم: 698/ 2 – 1007)
و في رواية البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة و تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة و الكلمة الطيبة صدقة و بكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة و تميط الأذى عن الطريق صدقة" (صحيح البخاري:2989-2891- 2707)
و روى الأئمة الكرام مسلم و أبو داوود و أحمد و غيرهم عن بريدة رضي الله تعالى عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:"في الإنسان ستون و ثلاثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة"
كما رووا عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحه صدقة و كل تحميده صدقة و كل تهليله صدقة و كل تكبيرة صدقة و أمر بالمعروف صدقة و نهي عن المنكر صدقة و يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى"
وروى أبو داوود في سننه عن بريدة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"في الإنسان ثلاث مائة و ستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة قالوا : و من يطيق ذلك يا نبي الله ؟ قال : النخاعة في المسجد تدفنها و الشيء تنحيه عن الطريق فإذا لم تجد فركعتا الضحى تجزئك" (كتاب الأدب حديث رقم 4563)
معاني الأحاديث:
السلامي: المفصل و هي اسم للواحد و الجمع و قيل أنها في الأصل تعني عظام الأصابع و سائر الكف ثم استعملت للتعبير عن جميع عظام البدن و مفاصل تلك العظام و المفاصل هي مواضع التقاء العظام بعضها مع بعض و أغلب هذه المفاصل متحرك و لكن بعضها ثابت كمفاصل الجمجمة
التعليق على الحديث
واضح من حديث الرسول صلى الله عليه و سلم أن المقصود من بالسلامي هي المفاصل التي يمكن لعظام أن تتحرك عبرها و من معني الحديث الشريف أن على المسلم أن يقدم الشكر لله تعالى على ما وهبه من هيكل عظمي منتصب مستقيم ميزه الله تعالى به عم جميع الخلائق كونه من عدد هائل من الغضاريف و العظام و جعل بين كل عظمتين منها مفصلاً يتيح لهذا العدد الهائل من العظام حماية الأجزاء اللينة من جسم الإنسان و دعمه و أعطاه قدرا من مرونة الحركة تسمح للإنسان بالجلوس و النوم و غير ذلك من الحركات التي مكنه الله تعالى منها
و الأمر المعجزة في هذا الحديث أن يذكر المصطفى صلى الله عليه و سلم عدد مفاصل جسم الإنسان بهذا التحديد الدقيق (ثلاثمائة و ستون مفصلاً) في زمن لم يكن متوفرا فيه للإنسان أدنى علم بالتشريح أو عدد عظام الهيكل العظمي و عدد المفاصل
كما ان عدد كبيرا من أساتذة الطب في مطلع القرن الحادي و العشرين لا تعرف بالضبط عدد المفاصل في جسم الإنسان كما أن عددا كبيرا من الدوائر العلمية تهرب بوضوح من تحديد عدد العظام و الفواصل في الهيكل العظمي للإنسان و تضعها في مجموعات كبيرة كما فعلت دائرة المعارف البريطانية التي جمعت عظام و فواصل هيكل الإنسان في مجموعات ثلاث دون تحديد هي:
1- الهيكل المحوري و يشمل العمود الفقري و معظم الجمجمة
2- الهيكل الأحشائي و يشمل القفص الصدري و الفك السفلي و بعض أجزاء الفك العلوي
3- الهيكل الطرفي : و يشمل عظام الحوض و أحزمة الأكتاف و عظام و غضاريف الأطراف
و لكن الدكتور حامد احمد حامد ذكر في كتابه المعنون : "رحلة الإيمان في جسم الإنسان" أن المجموع الكلي للمفاصل في جسم الإنسان هو بالضبط ثلاثمائة و ستون مفصلا كما قرر رسول الله صلى الله عليه و سلم و فصلها كالأتي :
أولاً : بالعمود الفقري 147 مفصلا منها:
25 مفصلا بين الفقرات
72 مفصلا بين الفقرات و الأضلاع
50 مفصلا بين الفقرات عن طريق اللقيمات الجانبية
ثانياً : بالصدر 24 مفصلاً منها :
2 مفصلا بين عظمتي القص و القفص الصدري
18 مفصلا بين القص و الضلوع
2 مفصل بين الترقوة و لوحي الكتف
2 مفصل بين لوحي الكتف و الصدر
ثالثاً : بالطرف العلوي 86 مفصلاً منها:
2 مفصل بين عظام الكتفين
6 مفاصل بين عظام الكوعين
8 مفاصل بين عظام الرسغين
70 مفصلا بين عظام اليدين
رابعاً : بالطرف السفلي 88 مفصلاً منها
2 مفصل للفخذين
6 مفاصل بين عظام الركبتين
6 مفاصل بين عظام الكاحلين
74 مفصلا بين عظام القدمين
خامساً : بالحوض 15 مفصلاً منها:
4 مفاصل بين عظام الركبة
4 مفاصل بين فقرات العصعص
6 مفاصل بين عظام الحق
1 مفصل الإرفاق العاني
--------------------------------------------------------------------------------
المجموع : 360 مفصلاً
و هذه هي المفاصل المتحركة التي تعطي الهيكل العظمي القدرة على الحركة بمرونة أما الفواصل الثابتة لتلك الموجودة بين عظام الجمجمة فلا تدخل في عداد السلامي و هي المفاصل التي تتم عبرها الحركة و تعرف باسم "المفاصل الزليلية" لاحتوائها على سوائل تعين على انزلاق العظام دون ارتطام بعضها ببعض و يعرف باسم "السائل الزليلي"
ولولا الفواصل التي وهبها الله سبحانه و تعالى للإنسان لما تحرك الهيكل العظمي بصورته المرنة لذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بضرورة شكر الله تعالى كل يوم تطلع فيه الشمس عليه بعدد هذه السلامي في جسده
نسأل الله ان يتوب علينا وعلي كل عاصٍ مسلم
وجزاكم الله خيرا
وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعا