السلام عليكم يا احلى أعضاء أنا قريت هذه القصة الواقعة وعجبتني كتير وقلت انقلها لكم عساها
تعجبكم حبابي
هل أتاكم حديث * مجنون العباءة؟* هذا هو اللقب الذي كانت والدتي تطلقه عليه. فهو قد عشق عباءة
معينة، منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره، وكبر وتزوج تلك العباءة. وصدقوني أن الحكاية ليست من نسج الخيال ، بل ان صاحبها حي يرزق يعيش بيننا، وأجمل مافيها أنه لا يزالعاشقا.
كان أبوه يملك دكانا للتجهيزات المنزلية في أحد أحياء المدينةالعتيقة، مقابل المدرسة الابتدائية للوحيدة للبنات.وكان هو يذهب لمساعدته، حال انتهاء دوامه في المدرسة المتوسطة. وكانت هي تذهب الى المدرسة الابتدائية وتعود منها في سيارة أهلها، مصحوبة بالسائق الهندي، الذي يرتدي قبعة غير مألوفة، وبخادم لا تترك يج الفتاة الا بعد أن تدفع بها الى ما وراء البوابة الحديدية الثقيلة للمدرسة.
سيارة * أولدزموبيل* ضخمة زرقاء اللون، تنزل منها دمية نحيلة مغطاة بالاسود، لا تبين منها سوى عينين مفتوحتين على الدهشة... وكأنها ترى فيلما من أفلام الرعب على مدار النهار . ما الذي كان يرعب تلك الصغيرة؟ ولماذا كانت تريد أن تلتهم الدنيا بعينيها السوداوين في المسافة القليلة ، التي تفصل باب السيارة عن بوابة المدرسة؟
صارت عيناها البوصلة التي تدله الي اماكن الجمال في هذه الدنيا، فقد كانت حياته فقيرة، لا فيديو ولا حاسوب ولا نوادي رياضية، مثل هذه الايام ، ومن السيارة عرف ابنة من تكون ، فقد كانت تلك السيارات معدودة في شوارع بلدته القديمة. وعرف ان اباها من القلائل الذين درسوا في الجامعة اللبنانية، وهو أيضا من القلة الذين أرسلو ببناتهم الى المدارس.
لكيلا يبدو مقالي شبيها بمسلسل تلفزيوني خليجي عن الايام التي سبقت الطفرة، اقول ان الولد اجتهد وتفوق في دراسته وسافر للدراسة في الخارج، لكي يعود بشهادة عالية ويكون جديرا بالتقدم الي البنت الطالعة في سيارة الاولدزموبيل. غير ان الحكايات الجميلة لابد ان تنطوي على دراما تسيل الدموع. فهو لما عاد، وجد انها قد تزوجت منذ سنتين وصارت في عصمة رجل غيره.لكن شيئا ما، في داخله، كان يجعله يرفض الاستسلام لما قيل له ، والاصرار على استعادة بوصلته ، بقدرة قاااادر.
من يصدق أن زوجها طلقها لأنها لم تنجب أطفالا ورفضت ان ياتي لها بضرة؟ من يصدق ان صاحبنا تزوجهابعد طلاقها، وانه انجب منها سبعة اولاد وبنات؟ من يصدق ان لهما اليوم تسعة عشر حفيدا ...
محروسين بالعافية؟
روى لي الحكاية أحد أبنائهما. وهو يقسم أنه لم يشاهد أو يسمع قصة حب أبيه لوالدته. لقد دار كل معارض السيارات المستعملة في المدينة، وتقصى وسأل، حتى وقع علىعلى * الاولدزموزبيل * القديمة الزرقاء واشتراها ورممها وأعاد طلاءها وجاء بها هدية في اليوم الذي عاد فيه من الحج. والبنت التي كانت تلدف الى السيارة مبرقعة بالاسود، دخلتها ، هذه المرة، ترتدي القفطان الأبيض وتلف رأسها بوشاح أبيض لا يغطي الوجه. لقد صارت حاجة تجلس في المقعد الامامي الى جوار زوجها الحاج ..
وفي الخلف يتزاحم الاحفاد.
في الشهر الماضي سألتني صحافية المانية عن تقاليد -السان فالنتاين- في بلادنا ، فقهقهت عاليا لدى سماعي السؤال ، ثم حكيت لها هذه الحكاية ،فاذا بها تدمع عيناها بدل ان تشاركني ضحكي.
ألم أقل لكم ان حكايات الحب الجميلة تحتاج الى دراما ... دائما؟؟
مع مودتي